يقف خلف النافذةِ يترقب هطول المطر .. يسمع دقات أجراس الكنائس ورفع الآذان مذكرين بمواعيد الصلاة ..أخذته الأصوات بعيداً حيث كان يسكن في بلدةٍ مسيحيّها رمضان ومسلمها مطرانٌ ..
عُرِضَ شريط ذكرياته حيث طفولته في حارةٍ صغيرة فقيرةٍ بعض الشيء لكن غناها كان بدماثة أخلاق كل روحٍ فيها .. حيث كان لا يُعرَفُ ديانة كل بيتٍ .. كانت صلواتهم مشتركة , أعيادهم , وحتى لقمة عيشهم تقاسموها .. كأن سكنهم واحد .. خرج الشريط كومضة برقٍ أمام أعينه .. ثم استيقظ فجأةً على صوتِ صراخٍ منبهاً إياه بقتال جيرانه على موضع الصليب والهلال ! .. فوقف صامداً أمامهم صارخاً ألن يعود زمن البلدةِ التي كان صليبها يعانق هلالها !! ألن يعود زمناً كان الدين فيه بعيدا كل البعد عن تعريف البطاقة ألشخصية !.. كان مجرد إيمان يتبعُ بقدسيةٍ معينة لكل دينٍ ..
ألن تخجلون من جعله فتنتا بينكم , بينما هو من يقوم بفك الفتن !!.. ألن تخجلوا من إلهكم يوم قيام الساعةِ بسؤاله عن تقديركم لكتبه السماوية !!
يكفي ! يكفيكم مهزلةً يكفيكم تصنيف الأشخاص بحسب كتبهم السماوية .. حان الوقت لإعادة تاريخ بلدةٍ مشرفٍ .. ألناصرة ..